بلدٌ مُقسّمةٌ كفصول السنة تملؤها الآذان والعيون المفتوحة على أفواهٍ لا تُفتح إلاّ للشكر. الحبّ فيها مغامرة. إهانة الناس وقتلهم شجاعة. الفساد فضيلة. الرشوة مُحببة. الكذب ملح الأرض. حرية الملبس مَكرُمة. الرقص غير المعبّر مسموح. البقاء على قيد الحياة إنجازٌ حكوميّ. شراء الدواء من الصيدلية مُعجزة. السير على الرصيف رفاهيّة. الضحك على اللحى مسموح. تلميع الأحذية مسموح. إزالة الغبار عن أثاث المنازل مسموح. رسم الطبيعة الصامتة مسموح. تأديب أطفال المدارس بالعصي مسموح. الانتحار مسموح ويُوصى به.
طلقة لكل رأس وسكّين لكل لسان. صدمة كهربائية لكل قلبٍ ينبض. سجنٌ لكل بيت وتحت كل بيت. رفعُ بضع بلاطات من أي غرفة نوم كفيلٌة برؤية من لا يصدّق.
أفواجٌ تتدافع وتتصايح كل صباح أمام قداسة رغيف الخبز. طلاب مدارس وموظفون فقراء يتسابقون ويتطاحنون إلى باص للعموم، يقلّهم إلى حادث سيرٍ رحيم. خبرٌ في المساء يبثّه التلفاز عن مدى حزن الرئيس وأسفه. يحزن المواطن على سيد الوطن ويُطالبه بالالتفات إلى قضايا أكبر من حادث سيرٍ. إن لم يموتوا اليوم بهذه الطريقة فإنهم ميّتون غدًا بانهيار بناء.
جزّارٌ مُمتلئ البدن يُعلّق شاةً على خطّافها بعد سلخ جلدها وهي حيّة. سكينه مشحوذةٌ والدم يقطر من أكمام قميصه الأبيض. تاجرٌ يزاول مهنة الدِّين ورجل دينٍ مُلتحٍ يعاقر التجارة في سوق الحراميّة. إنها المدينة.
تحديد أحد الخيارات
هناك العديد من الأشكال المختلفة لهذا المنتج. يمكن اختيار الخيارات على صفحة المنتج
احفظوا أسماء أنواع عنبنا في داريا؛ “الزيني”، و”البلدي”، و”الحلواني”، و”خدود الست”، و”الأحمر الدوماني”، و”السوادي”، و”الإفرنجي”. لا تنسَوا “الحكاية”، دعوها منسوجةً بعمقٍ في الذاكرة؛ الأرض رُويت بدماء الأجداد، فلا تتخلوا عنها لـ “الغزاة الغرباء”.
هذه الرواية
روايةٌ كثيفةٌ؛ هكذا يمكن وصف “قمصان زكريا” من دون إطنابٍ. كثيفةٌ لا من حيث غزارة شخصيَّاتها التي تحرِّض الذهن وحسب، بل لأنَّ هذه الشخصيات مزدوجة في الحقيقة أيضًا؛ فهي تتحرَّك في عالمين منفصلين لكلٍّ منهما قوانينه وعلاقاته الخاصة، عالمي الموت والحياة. وفي اجتهادٍ روائيٍّ نادرٍ، يبني منذر بدر حلّوم روايته هذه على وصل هذين العالمين من خلال حركة الشخصيات، الحركة التي يحملها جسرٌ وطيدٌ يجمع بينهما؛ جسرُ مقارعةِ الظلم. حتى الموتى في رواية حلّوم يتحسَّسون الظلم، ويثورون ضدَّه ويناصرون ضحاياه. ولا تكتفي قمصان زكريا بالكثافة النابعة من شخصيَّاتها تلك، بل تضيف إليها شخصيَّاتٍ أخرى من عالم الجنِّ والحيوان، ليغدو مسرح الرواية ميدانًا لتأثير عوالمَ متعدِّدة يحتفظ كلٌّ منها بما يميِّزه، بينما تشترك جميعها معًا في بؤرةٍ جوهريَّةٍ هي نصرة الحق.
يتخلَّل الرواية ضوءٌ ثابتٌ من الحبِّ الذي لا تستطيع قسوة “عوف” ورجاله أن تطفئه أو تحجبه؛ حبٌ مشبعٌ بالخير، ورافضٌ للظلم، حبٌ واسعٌ يندرج فيه الحبُّ الذي يجمع رجلًا وامرأة، مثل اندراج الألوان في الضوء. ولا غرابة، من ثمَّ، في أن يكون العنوان الأخير في الرواية “ينتشر الضوء”، تتويجًا لهذا التغلغل المنير في ثناياها.
راتب شعبو
هذا الكتاب
المغتصبون؛ عنوان يُكتب ويُقرأ بوجهين يتّحدان ويفترقان، يُكتب بفتح الصاد وكسرها ليحيل على اتحاد الفاعل والمفعول به وافتراقهما في الآن نفسه، فالجلاد مغتصِب (بالكسر) ومغتصَب (بالفتح)، والضحية مغتصَبة ومغتصِبة، والنصّ يراوح بينهما في هذه الأوضاع المختلفة. يروي النصّ قصة سجينٍ يبحث إشكالية العدالة والانتقام، سجين سياسي عُذِّب واغتُصبت ابنته، وماتت زوجته بعد سماعها خبر الاغتصاب إثر خروجها من السجن هي الأخرى، وجُنّ ابنه، وانحرف ثالث أبنائه، فلمّا خرج من السجن راودته فكرة الانتقام، وألحّ عليه سؤال العدالة، فخاض تجربة الانتقام من خلال الحرب النفسية، فحوَّل جلادَه المغتصِب إلى وضع المفعول به، كأنه يحرِّر نفسه من ذلك الوضع الذي عاشه من قبل.
رواية “المغتصبون” تدفع القارئ إلى الحيرة حين تُشكل عليه القراءة أو يحاول، منذ عتبة العنوان الملتبس بين الفاعل والمفعول به، فتدفعه إلى خوضها بعقلٍ متحفِّزٍ ونفسٍ مشدودةٍ إلى تتبّع التفاصيل التي تروي معاناة سجناء الرأي في الوطن العربي.
هذا الكتاب
دير الجسور
قلبت في ذهني أسماء المناطق والبلدات التي أعرفها في بلادي، أو تلك التي مر ذكرها خلال التحقيقات مع مجرمين، تحدروا من أمكنتها المختلفة، فلم أجد بينها بلدة أو قرية اسمها “دير الجسور”؛ فقصدت مكتب المشرفين في الفرع على التطور الجغرافي للوطن، أستعلم عن “الدير” وأوضاعها، فإذا بهم يخبرونني بأنهم لم يسمعوا -هم أيضًا- باسمها من قبل؛ فخلتهم -أول وهلة- يمازحونني، أو يمتنعون عن تقديم المعلومات التي بحوزتهم إلي، وترددت بين أن أصدقهم، وهم الذين يعرفون سورية شبرًا فشبرًا، أو أنصرف إلى مكتبي، ومنه أوجه كتابًا رسميًا إليهم، ممهورًا بتوقيع وخاتم السيد مدير الفرع، أطلب فيه تزويدي بما لديهم من معلومات عن الدير. لكنني لم أنفذ ما كنت عازمًا عليه؛ لأن أحد الضباط توجه إلى خزانة مصفحة، فتحها وأخرج منها كتابًا، فتحه وأخذ يقرأ فيه بصوت خافت، يصعب سماعه، وهو مكب عليه؛ ليحجبه عن أنظاري. وبعد دقائق، وصل فضولي خلالها إلى ذروته، رفع رأسه، والتفت إليّ، وقال بصوت بدا لي معدوم الاكتراث: “ليست “دير الجسور” بلدة، بمعنى الكلمة، بل هي أقرب إلى معزل، يقع على الحدود مع البلد المعادي، يتطلب السفر إليه ساعات من السير الرتيب في أرض صحراوية مكشوفة، تشبه منبسطًا إسفلتيًا، تحرقه أشعه شمس وهاجة.”
تحديد أحد الخيارات
هناك العديد من الأشكال المختلفة لهذا المنتج. يمكن اختيار الخيارات على صفحة المنتج
هذا الكتاب (لقد وُجدت منذ خُلق العالم، وسأظلُّ حتّى آخر نجمٍ يسقط من الليل، على الرّغم من أنّني أخذت شكل جايوس فأنا كلّ الرّجال، وهذا يعني أنّي لستُ رجلاً بل إله!)
هذا الكتاب وشمسٌ أطلّت على ديارنا الغريبة…
هي شعاع شمس في وسط الظلام الذي يعيشه السوري الآن وربما غدًا…
هي محاولة كي لا ننسى أصل الحكاية وسبب الهزيمة.
هي رغبة حقيقية في إعادة الحق إلى الكلمة بدلًا من صوت الرصاص وقذائف المدفعية.
هي أوراق للأطفال الذين ولدوا خارج سوريا القديمة، إذا أحبّوا يومًا أن يعرفوا السبب الذي جعلهم يكبرون خارج أسوار المدينة.
هي رسالة شكر للرجل الألماني الذي وقف في محطة القطار في يوم بارد وصافح السوري الذي ردّ التحية بمودّة.
هي تعزية لكل ضحية…
هي لي ولك، ولكل من تمنّى يومًا انتصار الحرية…
يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط الضرورية للتشغيل الفني للموقع والتي يتم تعيينها دائمًا. يتم استخدام ملفات تعريف الارتباط الأخرى ، التي تزيد من الراحة عند استخدام هذا الموقع ، للإعلان المباشر أو لتبسيط التفاعل مع مواقع الويب والشبكات الاجتماعية الأخرى ، فقط بموافقتك.
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may affect your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. These cookies ensure basic functionalities and security features of the website, anonymously.
Cookie
Duration
Description
cookielawinfo-checkbox-analytics
11 months
This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Analytics".
cookielawinfo-checkbox-functional
11 months
The cookie is set by GDPR cookie consent to record the user consent for the cookies in the category "Functional".
cookielawinfo-checkbox-necessary
11 months
This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookies is used to store the user consent for the cookies in the category "Necessary".
cookielawinfo-checkbox-others
11 months
This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Other.
cookielawinfo-checkbox-performance
11 months
This cookie is set by GDPR Cookie Consent plugin. The cookie is used to store the user consent for the cookies in the category "Performance".
viewed_cookie_policy
11 months
The cookie is set by the GDPR Cookie Consent plugin and is used to store whether or not user has consented to the use of cookies. It does not store any personal data.
Functional cookies help to perform certain functionalities like sharing the content of the website on social media platforms, collect feedbacks, and other third-party features.
Performance cookies are used to understand and analyze the key performance indexes of the website which helps in delivering a better user experience for the visitors.
Analytical cookies are used to understand how visitors interact with the website. These cookies help provide information on metrics the number of visitors, bounce rate, traffic source, etc.
Advertisement cookies are used to provide visitors with relevant ads and marketing campaigns. These cookies track visitors across websites and collect information to provide customized ads.