مقالات الكاتب

المغتصبون

هذا الكتاب
المغتصبون؛ عنوان يُكتب ويُقرأ بوجهين يتّحدان ويفترقان، يُكتب بفتح الصاد وكسرها ليحيل على اتحاد الفاعل والمفعول به وافتراقهما في الآن نفسه، فالجلاد مغتصِب (بالكسر) ومغتصَب (بالفتح)، والضحية مغتصَبة ومغتصِبة، والنصّ يراوح بينهما في هذه الأوضاع المختلفة. يروي النصّ قصة سجينٍ يبحث إشكالية العدالة والانتقام، سجين سياسي عُذِّب واغتُصبت ابنته، وماتت زوجته بعد سماعها خبر الاغتصاب إثر خروجها من السجن هي الأخرى، وجُنّ ابنه، وانحرف ثالث أبنائه، فلمّا خرج من السجن راودته فكرة الانتقام، وألحّ عليه سؤال العدالة، فخاض تجربة الانتقام من خلال الحرب النفسية، فحوَّل جلادَه المغتصِب إلى وضع المفعول به، كأنه يحرِّر نفسه من ذلك الوضع الذي عاشه من قبل.
رواية “المغتصبون” تدفع القارئ إلى الحيرة حين تُشكل عليه القراءة أو يحاول، منذ عتبة العنوان الملتبس بين الفاعل والمفعول به، فتدفعه إلى خوضها بعقلٍ متحفِّزٍ ونفسٍ مشدودةٍ إلى تتبّع التفاصيل التي تروي معاناة سجناء الرأي في الوطن العربي.

اقرأ المزيد»

الدعاء والسياسة

هذا الكتاب
يبحث الكتاب في مفهوم الفضاء العام وآليات اشتغاله ومعوِّقات تحريره وتطويره، ويطرح سؤالًا جوهريًّا؛ هل يوجد فضاءٌ عامٌّ في الإسلام؟ مشيرًا إلى أنَّ ثنائية الثواب والعقاب السائدة تجعل من ضبط الفضاء العامِّ أمرًا غير ممكن ولا دقيقًا، نظرًا إلى أنَّ الأمر يتعلّق بمسارٍ خارج إرادة الفاعلين الاجتماعيين، على عكس ثنائية الصحة والفساد التي يرى أنَّها المنهج الملائم لإعادة فهم الحكم الشرعي، وتفهّم وجوده داخل الفضاء العامّ.
ما يلفت الانتباه في الكتاب هو مدخله الذي تناول علاقة الدعاء بالسياسة، ومسألة رفض الحركات الإسلامية الدعاء بالرحمة لمن تولَّى شأنًا عامًّا من أصحاب السلطة، وما تثيره من إشكالاتٍ خطرةٍ على تأسيس الانتظام المدني والسياسي في الإسلام. وعبر هذا المدخل يعيد الكتاب قراءة علاقة الدين بالسياسة، وموقع الدين في الحياة العامة، وعلاقة الخاص بالعام، وقضايا الولاء والبراء، والانتماء إلى الجماعة المسلمة، وقضية التكفير، ومن ثمّ يطلُّ على خطاب الحركة الإسلامية المعاصرة، ويبحث في مدى قدرتها على تجاوز الفقه السائد، كاشفًا عن كنوزٍ من النصوص القديمة الأخرى التي طُمست لمصلحة منطق السلطة القائمة، تلك التي يمكن أن تعيننا في تأسيس الفضاء العام، وإعادة صوغ نظرتنا إلى تاريخنا الفقهي والفكري.

اقرأ المزيد»